الجزء الرابع من اختبار حفظ سورة النساء
وسنتحدث في وصف هذا الجزء تكميل تفسير بعض آيات سورة النساء،وقد وصلنا إلى الأّية السادسة { وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا } وتتحدث الاّية عن الابتلاء، وهو الاختبار والامتحان من الله عز وجل، وذلك بدفع حق اليتيم عندما يصبح راشد، شيئا من ماله، ويكون فيه التصرف اللائق، وعندما يتبين رشده من سفهه، فإن استمر غير محسن للتصرف لم يدفع إليه ماله، حتى ينتهي من سفهه، ولو بلغ عمرا كبيرا، فإن تبين رشده وحسن التصرف في ماله وبلغ النكاح { فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ } يعطى ماله بالكامل. { وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا } بمعنى لا تجاوزها للحد الحلال الذي أباحه الله لكم من أموالكم، ولا حتى الحرام الذي حرمه الله عليكم من أموالهم، { وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا } بمعنى أن لا تأكلوها في وهم صغار التي لا يمكنهم فيها أخذها منكم، وهذا من الأمور التي تجري من كثير من الأولياء، الذين لا يخافون من الله،ويرون هذه فرصة فيغتنمونها ويستعجلون ما حرم الله عليهم، فنهى الله تعالى عن هذا العمل. وفي الآية السابعة { لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا } ونزلت هذه الآية لأن العرب في الجاهلية كانت من صفات جبروتهم وقسوتهم أنهم لا يورثون الضعفاء كالنساء والصبيان، ويجعلون الميراث فقط للرجال الأقوياء لأنهم أهل الحرب والقتال والنهب والسلب، فأراد الله الرحيم الحكيم أن يشرع لعباده شرعًا عادلا ، يستوي فيه رجالهم ونساؤهم، وأقوياء وهم وضعفائهم. وقدم التفصيل بعد الإجمال، وزالت الوحشة التي منشؤها العادات الكريهة، فقال { لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ } بمعنى قسط وحصة { مِمَّا تَرَكَ } بمعنى قسم من الإرث { الْوَالِدَان } أي الأب والأم { وَالْأَقْرَبُونَ } أقرباء و عموم بعد خصوص { وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ }، وذلك النصيب راجع إلى العرف والعادة، وأن ذلك شيئا مقدرا فقال تعالى { نَصِيبًا مَفْرُوضًا } بمعنى قد قدره العليم الحكيم، ويتوهم البعض أن النساء والولدان ليس لهم نصيب إلا من المال الكثير، فأزال الله ذلك بقوله { مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ } فتبارك الله أحسن الحاكمين.
وفي الاّية الثامنة { وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا } وفيها أحكام الله العادلة الجليلة الجابرة للقلوب فقال الله عز وجل { وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ } بمعنى حصص المواريث { أُولُو الْقُرْبَى } بمعنى الأقارب غير الوارثين بقوله { الْقِسْمَةَ } لأن الوارثين من حصص المقسوم عليهم، { وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِين } بمعنى المستحقين من الفقراء، { فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ } بمعنى أعطوهم ما تيسر من هذا المال الذي جاءكم من الإرث، بغير عناء ولا نَصَب، وأجبروا خواطرهم بما لا يضركم وهو نافع لهم. والخلاصة أن كل من حضر بين يدي الإنسان، ينبغي له أن يعطي منه ما تيسر ليبارك الله فيه، كما كان رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم يقول "إذا جاء أحدَكم خادمُه بطعامه فليجلسه معه، فإن لم يجلسه معه، فليناوله لقمة أو لقمتين" أو كما قال، وليقولوا لهم { قَولًا مَعْرُوفًا } بمعنى أن يردوهم ردًّا جميلا اذا لم يعطوهم.
والآن قم بإجراء هذا الاختبار وافحص مدى حفظك لآيات سورة النساء ! حظ موفق !
عينة من الإختبار
وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ _______كَثِيرًا وَسَعَةً
سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى ________أُرْكِسُوا فِيهَا
فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ ۚ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ____________
مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا ۖ وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا___________
أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ_____________