الجزء الرابع من اختبار حفظ سورة البقرة
الجزء الرابع من اختبار حفظ سورة البقرة وسنتحدث في وصف هذا الجزء عن تفسير بعض القصص والعبر الموجودة في سورة البقرة، التي تأتي بعد فاتحة الكتاب في ترتيب المصحف الشريف، و اسم السورة يثير انتباهنا، لأن القرآن الكريم نزل في الجزيرة العربية. ولم تكن البقرة وقت نزول القرآن الكريم حيوانا معروفا في هذه البيئة العربية في ذلك الوقت.
إذا اسم السورة تعد قضية أساسية في أمور الدين وهي الإيمان بالبعث والخلق من جديد، والإيمان بالبعث هو من أساس الدين، لأن من لا يؤمن بالآخرة والحساب والبعث من جديد يفعل ما يشاء في الدنيا دون رادع أي وازع أو خوف من حساب، وتصبح الدنيا غابة، لأن أساس العبادة هو أن نعلم أن هناك حساب نتيجته جنة أو نار، وأن الحياة الحقيقية موجودة بعد الحساب في الآخرة، وأن الدنيا ليست إلا دار اختبار، وأن الآخرة فهي دار سعادة ونعيم دائم. ففي الدنيا لا ثبات للنعمة وإنما هي امتحان، وإننا نفارق النعمة بالحياة، أو نفارقها بالموت، لذلك فإن عمل الإنسان في الدنيا مقصود به الجزاء في الآخرة. والإيمان بالله وتطبيق منهجه في الأرض نتيجتة الجنة إن طبقته، وعدم تطبيقة يقودك إلى النار والعياذ بالله ، ومنه فإن منهج الإيمان مبني على الإيمان بالبعث، وتروي سورة البقرة قصة حدثت مع بني إسرائيل، ورأوا البعث وهم يعيشون في الدنيا، حين أحيا الله سبحانه وتعالى قتيلا لينطق باسم قاتله، ثم مات بعد ذلك. وتروي القصة أن رجلا من بني إسرائيل، كان غنيا يملك الكثير من المال ولم يكن له ولد يرثه، وكان له ابن أخ فقتله ليلا وألقاه في إحدى القرى المجاورة ليتهم أهلها بقتل عمه وعندما صحا أهل هذه القرية وجدوا جثة القتيل عند باب قريتهم، واتهموا به وقالوا انهم لم يقتلوه، وقد اتهموا أقارب القتيل القرية بأنكم الذين قتلتموه. واحتدم الخلاف وذهبوا إلى سيدنا موسى عليه السلام، وطلبوا أن يسأل ربه، وأن يكشف لهم عن القاتل.. وجاءت القصة في سورة البقرة في قوله تعالى : ﴿ وإِذْ قال مُوسى لِقوْمِهِ إِنّ اللّه يأْمُرُكُمْ أنْ تذْبحُوا بقرةً قالُوا أتتّخِذُنا هُزُوًا قال أعُوذُ بِاللّهِ أنْ أكُون مِن الْجاهِلِين ( ٦٧ ) قالُوا ادْعُ لنا ربّك يُبيِّنْ لنا ما هِي قال إِنّهُ يقُولُ إِنّها بقرةٌ لا فارِضٌ ولا بِكْرٌ عوانٌ بيْن ذلِك فافْعلُوا ما تُؤْمرُون ( ٦٨ ) قالُوا ادْعُ لنا ربّك يُبيِّنْ لنا ما لوْنُها قال إِنّهُ يقُولُ إِنّها بقرةٌ صفْراءُ فاقِعٌ لوْنُها تسُرُّ النّاظِرِين ( ٦٩ ) قالُوا ادْعُ لنا ربّك يُبيِّنْ لنا ما هِي إِنّ الْبقر تشابه عليْنا وإِنّا إِنْ شاء اللّهُ لمُهْتدُون ( ٧٠ ) قال إِنّهُ يقُولُ إِنّها بقرةٌ لا ذلُولٌ تُثِيرُ الْأرْض ولا تسْقِي الْحرْث مُسلّمةٌ لا شِية فِيها قالُوا الْآن جِئْت بِالْحقِّ فذبحُوها وما كادُوا يفْعلُون ( ٧١ ) وإِذْ قتلْتُمْ نفْسًا فادّارأْتُمْ فِيها واللّهُ مُخْرِجٌ ما كُنْتُمْ تكْتُمُون ( ٧٢ ) فقُلْنا اضْرِبُوهُ بِبعْضِها كذلِك يُحْيِي اللّهُ الْموْتى ويُرِيكُمْ آياتِهِ لعلّكُمْ تعْقِلُون ( ٧٣ ) ﴾
لقد رأينا في هذا الجزء من سورة البقرة قصصًا مذهلة تؤكد على أهمية الإيمان بالله والبعث والحساب في الآخرة. فقصة إحياء الله للقتيل لينطق باسم قاتله هي برهان قاطع على قدرة الله وعلى أن الموت ليس نهاية المطاف، بل هناك حياة أخرى بعد الموت يُحاسب فيها الإنسان على أعماله.كما أن قصة البقرة الصفراء التي أمر الله بني إسرائيل بذبحها لكشف القاتل تبين لنا أن الله يختبر عباده ويبتليهم ليرى مدى إيمانهم وطاعتهم له. فلولا إيمان بني إسرائيل وطاعتهم لأمر الله بذبح البقرة لما تم كشف القاتل الحقيقي.
هذه القصص وغيرها في سورة البقرة تحفزنا على التأمل والتفكر في آيات الله وعظمته، وتذكرنا بأن الحياة الدنيا امتحان وأن الحياة الحقيقية هي في الآخرة. لذا ندعوك إلى إجراء الجزء الرابع من اختبار حفظ سورة البقرة لتعزيز فهمك لهذه القصص والعبر المهمة، وليكن ذلك خطوة في طريق تقويم إيمانك وتعميق معرفتك بكتاب الله العزيز.
عينة من الإختبار
فَإِذَا قَضَيْتُمْ ________ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا
وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ ________وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ
إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَ_______ وَبَيَّنُوا فَأُولَٰئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ
فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ_________