الجزء الثاني من اختبار حفظ سورة النساء

سنتكلم في هذا الجزء عن فضل قراءة سورة النساء، وما جاء من أحاديث في فضل قراءتها وتدبرها، فإن الذي يقرأ سورة النساء بتدبر وإمعان، يرى في صياغتها وموضوعاتها سمات القرآن الزاخرة بالحديث عن الأحكام الشرعية مثل العبادات والمعاملات والحدود، وعلاقة المسلمين ببعضهم وبغيرهم، وعن أحوال أهل الكتاب والمنافقين، وعن الجهاد في سبيل الله، وهذا الأسلوب يدل عنها بأنها مدنية، وبين ذلك القرطبي في كتب«ومن تبين أحكامها علم أنها مدنية لا شك فيها». وجاء من أحاديث في فضل قراءة سورة النساء، عن عبدِ الله بن مَسعودٍ رضِي اللهُ عنه، عن رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ _ ((اقرأْ عليَّ القرآنَ، فقلت: يا رسولَ الله، أقرأُ عليك وعليك أُنْزِل؟! قال: إنِّي أَشتهي أن أسمعَه من غيري، قال: فقرأتُ عليه سورةَ النِّساء حتى بلغتُ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا _ فرفعتُ رأسي، فنظرْتُ إليه فرأيتُ عينيهِ تسيلُ )) . وعن الصحابي واثلةَ بن الأسقعِ رضِي الله عنه في سورة النساء، قال _ عن رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ _ قال ((أُعطِيت مكانَ التوراة السَّبْعَ الطِّوالَ... الحديث )) . وعن الصحابي سيدنا حُذيفةَ بن اليمانِ، قال: ((صلَّيتُ مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذاتَ ليلةٍ، فافتتَحَ البقرةَ، فقلتُ: يركع عند المئةِ، ثم مضى، فقلتُ: يصلي بها في ركعةٍ، فمضى، فقلتُ: يركع بها، ثم افتتح النساءَ فقرأها، ثم افتتح آلَ عمرانَ فقرأها، يقرأ مُترتلًا ))

وقد روى قتادة عن ابن عباس أنه قال: _ ثماني آيات نزلت في سورة النساء خير لهذه الأمة مما طلعت عليه الشمس وغربت _. 1- يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ. 2- وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ _ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَواتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيماً. 3- يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً. 4- إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضاعِفْها. 5- إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ. 6- إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ. 7- وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ. 8- وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً. ويبين ابن عباس- رضى الله عنهما- إلى ما تدل عليه هذه الآيات الكريمة من فضل الله على عباده، وفتح لباب التوبة والمغفرة للعباد، وإن هذا القرآن بكل سوره وآياته خير لهذه للمسلم مما طلعت عليه الشمس وغربت.

تعد سورة النساء من السور العظيمة التي تحمل في طياتها الكثير من الأحكام الشرعية والتوجيهات الربانية. إن قراءة هذه السورة بتدبر وإمعان تمنح القارئ فهماً عميقاً لمفاهيم العدل والمساواة، خاصة فيما يتعلق بحقوق النساء والأيتام، مما يعكس القيم السامية التي جاء بها الإسلام.تتضمن السورة العديد من الآيات التي تدعو إلى التوبة والمغفرة، مما يجعلها مصدراً للأمل والطمأنينة للمؤمنين.

كما أن الأحاديث النبوية التي تتحدث عن فضل قراءة سورة النساء، مثل حديث عبد الله بن مسعود، تعزز من مكانتها في قلوب المسلمين، حيث يظهر فيها تأثيرها العميق على النبي صلى الله عليه وسلم عندما سمعها من ابن مسعود، مما يدل على عظمة معانيها.لذا، فإننا نشجعكم على إجراء اختبار الجزء الثاني من حفظ سورة النساء.

إن سورة النساء، تحتوي على دروس قيمة وأحكام شرعية غنية. اجعلوا من هذا الاختبار فرصة لتعميق معرفتكم وتعزيز علاقتكم بالقرآن الكريم. تذكروا أن كل آية تقرأونها تفتح أمامكم أبواباً من الفهم والتقوى، وتساهم في بناء شخصيتكم الإسلامية.