الجزء الثاني من اختبار حفظ سورة الأنعام
وسنتكلم في هذا الوصف من هذا الجزء في تفسير بعض آيات سورة الأنعام، ونصل الى الاّية _ "هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَىٰٓ أَجَلًا ۖ وَأَجَلٌ مُّسَمًّى عِندَهُۥ ۖ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ" بمعنى أنه سبحانه وتعالى يأتي لنا بأمر الخلق وأنه خلقنا من طين، وذلك بعد أن أمر خلق السموات والأرض، وقد أخبرنا سبحانه وتعالى من قبل أنه خلقنا من تراب ومن حمأ مسنون و صلصال كالفخار، وهن متتاليات لا متقابلات، وقد أوضح الحق بأنه قد خلق كل شيء من ماء، والماء مع التراب صار طيناً ثم تحول حمأ مسنوناً ثم تحول لصلصال كالفخار وكلها حلقات متكاملة.
كما أننا لم نشهد الخلق ولكنه أخبرنا سبحانة عن أمر الخلق ، ونحن علمنا أن الطين هي مادة للزرع والخصوبة، عندما قام العلماء بتحليل مادة الطين، فوجدوه يحتوي على العديد من المركبات، وأكبر كمية من هذه المركبات الأوكسجين، والكربون، والهيدروجين، ثم الفلور، ثم الكلور، ثم الصوديوم، ثم المغنسيوم، ثم البوتاسيوم، ثم الحديد، ثم السليلوز، ثم المنغنيز وغيرها من المواد والعناصر الموجودة في هذا الكون وهي أكثر من مائة مادة وعنصر.
ولنعلم أنها لا تدخل كلها في تركيب الإنسان، إنما قد تدخل في تركيب ما يحتاجه الإنسان في حياته مثل البناء والزينة وغير ذلك، مؤيدا لقوله سبحانه وتعالى _ ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفاق وفي أَنفُسِهِمْ حتى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الحق﴾ _ في سورة فصلت الاّية ٥٣.
ونحن اليوم نشهد الموت وهو نقض للحياة، ويعد نقض الشيء على عكس بنائه. ونرى الذين يهدمون بناء ، يبدأون بهدم الزجاج ثم الأخشاب ثم الحجر من ما تم بنائه وتركيبه، كذلك نقض الحياة بالموت، تبدأ بأن تخرج روح الإنسان ثم بعد ذلك ييبس الجسد ويجف فيصبح صلصالاً كالفخار ثم يتحول الى حمأ مسنون أي يصيبه النتن والعفن ثم يتبخر منه الماء فيصبح تراباً. ولذلك نحن نؤمن بالذي خلقنا في أمر خلقنا ونصدقه في أمر بناء السموات والأرض، وعندما يكذب قائل بغير ذلك، نخبره بقول القرآن الكريم: ﴿مَّآ أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السماوات والأرض وَلاَ خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ المضلين عَضُداً﴾ _ من سورة الكهف الاّية٥١. كما يخبرنا الحق سبحانه وتعالى بقضية الأجل _ ﴿ثُمَّ قضى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسَمًّى عِندَهُ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ﴾ _ .
ولا يوجد أحد يعلم أجله من البشر مهما عرض نفسه على الأطباء، ويعد الأجل الأول هو الأجل المحدد لكل كائن حي، والأجل المسمى عنده هو زمن البرزخ ثم من بعده نبعث مرة أخرى من قبورنا، ولذلك قال سبحانه _ ﴿قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَآ إِلاَّ هُوَ﴾ _ من سورة الأعراف الاّية ١٨٧.
ولا يعرف الأنسان مقدمات نهايته و موته الا بواسطة ما كشف الله عنه من أسراره بواسطة تقدم العلماء. وليس من الغيب أن يصح المريض ويشفى ويبرأ، لأن الأجل المسمى فلا يستطيع أحد أن يعرفه، وقد حدد الحق سبحانه وتعالى ذلك في خمس مسائل _ ﴿إِنَّ الله عِندَهُ عِلْمُ الساعة وَيُنَزِّلُ الغيث وَيَعْلَمُ مَا فِي الأرحام وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ﴾ _ من سورة لقمان الاّية ٣٤.
اختبار ممتع وجميل نتمناه لكم مع آيات الله الكريمة!
عينة من الإختبار
وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْـَٔوْنَ عَنْهُ ۖ____________
وَلَوْ تَرَىٰٓ إِذْ وُقِفُوا عَلَىٰ _________ قَالَ أَلَيْسَ هَٰذَا بِٱلْحَقِّ ۚ قَالُوا بَلَىٰ وَرَبِّنَا
وَقَالُواْ لَوۡلَا ______ _______ _____ مِّن رَّبِّهِۦ ۚ قُلْ إِنَّ ٱللَّهَ قَادِرٌ عَلَىٰٓ أَن يُنَزِّلَ آيَةً وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ
وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ ______ ____ _______ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ ۚ
وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ ________