الجزء الثامن والأخير من اختبار حفظ سورة الأنعام

الجزء الثامن من اختبار حفظ سورة الأنعام وسنتكلم في هذا الوصف من هذا الجزء في تفسير بعض آيات سورة الأنعام، ونصل إلى الاّيات _ وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النّارِ فَقَالُواْ يَلَيْتَنَا نُرَدّ وَلاَ نُكَذّبَ بِآيَاتِ رَبّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * بَلْ بَدَا لَهُمْ مّا كَانُواْ يُخْفُونَ مِن قَبْلُ وَلَوْ رُدّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنّهُمْ لَكَاذِبُونَ * وَقَالُوَاْ إِنْ هِيَ إِلاّ حَيَاتُنَا الدّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ * وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَىَ رَبّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَـَذَا بِالْحَقّ قَالُواْ بَلَىَ وَرَبّنَا قَالَ فَذُوقُواْ العَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ وهنا يحدثنا الله تعالى عن حال الكفار، عندما يقفوا يوم القيامة على النار، ويشاهدوا بأسها وما فيها من عذاب وسلاسل وأغلال، ورأوا بأعينهم تلك الأهوال، فلما تبين لهم ذلك، قالوا _ يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين _ والمعنى أنهم يتمنون أن يعودوا إلى الدار الدنيا، حتى يعملوا عملاً صالحاً، ويؤمنوا بآيات الله، ولا يكذبوا بآيات ربهم، ويكونوا مع المؤمنين، قال تعالى _ بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل _ بمعنى بل تبين لهم حينئذ كم كانوا يخفون في أنفسهم من الكفر والمعاندة والتكذيب، وإنهم أنكروها في الدنيا، قال الله نغالى _ ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين انظر كيف كذبوا على أنفسهم _ بمعنى أنهم قد ظهر لهم ما كانوا يفعلونه بعد صدق ما جاء به الرسل في الدنيا، وهم كانوا يظهرون لأتباعهم خلاف ذلك.

كما أخبرنا الله تعالى عن الرسول موسى، أنه قال لفرعون _ لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السموات والأرض بصائر _ وقول الله تعالى عن فرعون وقومه _ وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلو _ والمعنى المراد بهؤلاء المنافقين، الذين كانوا يظهرون الإيمان للناس وهم يكفرون، وهذا إخباراً من الله تعالى عن كلام طائفة من الكفار في يوم القيامة، ولا يعارض هذا كون هذه السورة مكية، مع النفاق إنما كان ذلك من بعض أهل المدينة ومن حولها من الأعراب، فقد ذكر الله تعالى عن وقوع النفاق في سورة مكية أخرى وهي سورة العنكبوت، فقال الله تعالى _ وليعلمن الله الذين آمنوا وليعلمن المنافقين _ ومعنى هذا إخباراً من الله تعالى عن قول المنافقين في يوم الحساب، حين يعرضون على العذاب، فيظهر لهم ما كانوا يبطنون من الكفر والنفاق والشقاق، والله أعلم، وفي قوله تعالى _ بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل _ بمعنى إنهم ما طلبوا أن يعودوا إلى الدنيا محبة في الإيمان، بل خوفاً رهبا من العذاب الذي شاهده، جزاء على كفرهم ، لذلك سألوا الرجعة إلى الدنيا، ليتخلصوا من عذاب النار, ولهذا قال الله تعالى _ ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون _ والمقصود في طلبهم الرجعة الى الدنيا رغبة ومحبة في الإيمان، ثم أخبرنا الله عنهم أنهم لو ردوا إلى الدنيا لعادوا لكفرهم ولما نهوا عنه من الكفر والمخالفة ، قال تعالى_ وإنهم لكاذبون _ وذلك عن قولهم يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا، ونكون من المؤمنين، حيث قالوا في أية أخرى إن هي إلا حياتنا الدنيا، وما نحن بمبعوثين، أي بمعنى أنهم سيعودوا لما نهوا عنه، وقالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا أي بمعنى ما هي إلا حياتنا الدنيا ولا يوجد لا معاد بعدها ولا حساب ولهذا قالوا وما نحن بمبعوثين، ثم قال تعالى _ ولو ترى إذ وقفوا على ربهم _ أي بمعنى إذا أوقفوا بين يديه ، قال الله تعالى _ أليس هذا بالحق _ بمعنى أليس وعدكم الله تعالى بحق, وإنه ليس بباطل كما كنتم تظنون، قال تعالى _ قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون _ والمقصود بما كنتم تكذبون به، فذوقوا اليوم العذاب الذي كذبتم به ، قال تعالى _ أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون _.

ندعوكم للمشاركة في كويز ممتع لاختبار معلوماتكم في إكمال الآيات من الجزء الثامن والأخير من سورة الأنعام. انضموا إلينا وشاركوا في هذه التجربة الروحية، فالمعرفة نور، ولنتعلم معًا!