الجزء الثالث من اختبار حفظ سورة المائدة
وسنبدأ في وصف هذا الجزء في تفسير بعض آيات سورة المائدة، الاّية _ " يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم غير محلي الصيد وأنتم حرم إن الله يحكم ما يريد " _، بمعنى هذا الأمر من عند الله تعالى لعباده المؤمنين, وهذا يقتضي الإيمان بالله , لكي يتم الوفاء بالعقود وإكمالها, وإتمامها, وعدم نقضها ونقصها، وهذا يشمل العقود بين العبد وربه, و الإلتزام بعبوديته, وعدم الانتقاص من حقوقها شيئا, وذلك بطاعة الرسول واتباعه, وأيضا التي بينه وبين الوالدين, والأقارب, وأن ببرهم, ويصلهم, وعدم قطيعتهم، وأيضا التي بينه وبين أصحابه، وذلك بالقيام بحقوق الصحبة في السراء والضراء, واليسر والعسر, وأيضا التي بينه وبين الخلق من خلال عقود المعاملات, مثل البيع, والعمل, والتبرعات, كالهبة, والقيام بحقوق البشر, التي بينها الله في قوله تعالى _ " إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ " _ وذلك بالتناصر على الحق, والتعاون عليه, والتآلف بين المسلمين, وعدم التقاطع، فكل ما ذكر داخل في العقود التي أمرنا الله بالقيام بها.
ثم قال تعالى _" أُحِلَّتْ لَكُمْ " _ بمعنى لأجلكم, رحمة بكم _ " بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ "_ بمعنى الإبل, والبقر والغنم، والظباء, وحمر الوحش ونحوها, من الصيد. الاّية _ " إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ " _ و يأتي تحريمه في قوله تعالى _ " حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ " _ إلى آخر الآية، فإن هذه المذكورات محرمة، ولو كانت من بهيمة الأنعام,والصيد في حال الإحرام فقال الله تعالى _ " غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ ". بمعنى أحلت لكم بهيمة الأنعام في كل حال, إلا حيث كنتم غير محلي الصيد, وأنتم حرم, بمعنى متجرئون على قتل الصيد في حال الإحرام, فإن ذلك لا يجوز لكم, إذا كان صيدا, كالظباء ونحوه. الاّية _ " إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ " المعنى أراده تعالى, حكم به حكما عادلا لحكمته, كما أمركم بالوفاء بالعقود, للحصول على مصالحهم ودفع الضرر عنهم.
ونأتي إلى " يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد ولا آمين البيت الحرام يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا وإذا حللتم فاصطادوا ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب ".
وهنا يقول الله تعالى _ " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ " _ بمعنى ما حرم, والتي أمركم بتعظيمها, وعدم تحليلها. ويشمل النهي عن فعلها, وفعل القبيح مثلها، والنهي عن محرمات الإحرام, محرمات الحرم، ويدخل في ذلك قول الله تعالى _" وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ " _ بمعنى لا تنتهكوه بالقتال فيه، وتظلموا كما قال الله تعالى _" إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ " _.
واتفق جمهور العلماء, على أن القتال في الأشهر الحرم, اّية منسوخة بقوله تعالى _" فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ " .
_ وهنا جاء الأمر بقتال الكفار, والوعيد في التخلف عن قتالهم. وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قاتل أهل الطائف, في ذي القعدة, وهو شهر من الأشهر الحرم. وقال بعض العلماء أنه لا يجوز ابتداء القتال في الأشهر الحرم, حتى تكمله, أو إذا كان أول القتال في غير أشهر الحرم, فإنه يجوز تكميل القتال. اعتبروا ذلك على قتال النبي صلى الله عليه وسلم, لأهل الطائف, وكان أول قتالهم للمشركين في " حنين " في " شوال " . وهذا القتال ليس المقصود منه الدفاع. ولكن قتال الدفاع ، فإذا ابتدأ الكفار بالقتال فيجوز للمسلمين القتال, وذلك دفاعا عن أنفسهم, في الشهر الحرام وغيره, بإجماع جمهور العلماء.
هيا بنا نعيش لحظات جميلة مع هذا الأختبار الممتع الذي قد يساعدنا في تثبيت حفظنا لهذه الآيات الكريمة .
عينة من الإختبار
وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَ________ قِصَاصٌ
وَتَرَىٰ كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَ__________وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ___________
وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ _______اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ
فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَنْ تُصِيبَنَا ______