الجزء السادس من اختبار حفظ سورة النساء
وسنتحدث في وصف هذا الجزء في تكميل تفسير بعض آيات سورة النساء، وقد وصلنا للاّية، الثالثة عشر والرابعة عشر { تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ } بمعنى أن في قانون المواريث حدود الله التي يجب الوقوف معها وعدم مجاوزتها،وفي ذلك إثبات على أن الوصية للوارث مقدرة من الله تعالى، وقوله تعالى { تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ } بمعنى الوصية للوارث إذا زادت على حقه يكون متعديا، حسب قول النبي صلى الله عليه وسلم- "لا وصية لوارث" ولذلك لزوم حدود الله عز وجل في الفرائض فقال { وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ } أي بامتثال أمرهما وطاعتهما في التوحيد، واجتناب نهيهما، أي الشرك بالله، والمعاصي على اختلاف طبقاتها، وقوله تعالى{ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا }بمعنى أنه اذا أدى الأوامر واجتنب المعاصي فله الجنة والنجاة من النار.
{ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } أي الفوز بثوابه ورضوانه بالنعيم المقيم الجنة. والآية { وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ } أي يدخل في المعصية ويشمل الكفر فما دونه من المعاصي، فإن الله تعالى قد رتب دخول الجنة على طاعته وطاعة رسوله، ورتب دخول النار على حسب معصيته ومعصية رسوله، فمن أطاع الله ورسوله دخل الجنة بلا عذاب. ومن عصى الله ورسوله وتشمل الشرك فما دونه، دخل النار وخلد فيها، ومن اجتمع فيه معصية وطاعة، نال الثواب والعقاب على حسب ما فيه من الطاعة والمعصية.
ونصل إلى الآية الخامسة عشر والسادسة عشر { وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا * وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِنْ تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّابًا رَحِيمًا } بمعنى أن النساء { اللاتي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ } والمقصود هنا الزنا، وقد وصفها بالفاحشة لشدة شناعتها وقبحها، { فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ } بمعنى من رجالكم المؤمنين العدول، { فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ } بمعنى احبسوهم في البيت، لأن الحبس من جملة العقوبات { حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ } بمعنى حتى ينتهى الحبس. { أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا } بمعنى طريقا غير الحبس في البيوت، حيث كان الأمر في أول الإسلام حتى جعل الله لهن سبيلا، وهوالأمر بالرجم المحصن وجلد غير المحصن، { و } كذلك { الَّلذَانِ يَأْتِيَانِهَا } بمعنى عمل الفاحشة { مِنْكُمْ } من الرجال والنساء { فَآذُوهُمَا } وذلك بالقول والتوبيخ والتعيير والضرب الرادع حتى يتراجعوا عن الفاحشة، فعلى هذا يكون على الرجال إذا فعلوا الفاحشة يؤذون، والنساء يحبسن ويؤذين.
فالحبس يكون إلى الموت، والأذية تنتهي بالتوبة، ولهذا قال { فَإِنْ تَابَا } بمعنى رجعا عن المعصية وندما عليها، وعدم العودة للمعصية { وَأَصْلَحَا } العمل مما يدل على صدق التوبة { فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا } بمعنى عن أذاهم { إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّابًا رَحِيمًا }بمعنى أن الله كثير التوبة على المذنبين الخطائين، وأن الله عظيم الرحمة والإحسان، الذي وفقهم الى التوبة وقبلها منهم. ويجب أن تكون البينة على أربعة رجال مؤمنين، ويشترط عدالتهم؛ لأن الله تعالى قد شدد في أمر هذه الفاحشة، لكي يسترً عباده، ولذلك لا يقبل فيها النساء منفردات، ولا مع الرجال، ولا أقل من أربعة، ويجب التصريح بالشهادة، ودل على ذلك الأحاديث النبوية الصحيحة، وهذه الآية { فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ } ولم يكتف بذلك فقال { فَإِنْ شَهِدُوا } بمعنى أن تكون الشهادة صريحة وأن الشاهد قد شاهد عيانًا، بالقول والفعل، وقد شرع الحبس، لأنه تعزيرًا لجنس المعصية الذي يحصل به الزجر.
أكمل سلسلة اختبارات حفظ سورة النساء الجزءالسادس واكتشف مدى حفظك لهذه السورة العظيمة!
عينة من الإختبار
مَنْ كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ________
إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ ________ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ
إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ ________ بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ
وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ____________
لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ _______ ۚ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا