الجزء الرابع من اختبار حفظ سورة المائدة
وسنبدأ في وصف هذا الجزء في تفسير بعض آيات سورة المائدة، الاّية _" حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم " وهنا الله تبارك وتعالى, لا يحرّم ما يحرّم, إلا مخافة على عباده من الضرر الموجود في هذه المحرمات, وهنا قد يبين للعباد ذلك, أو لا يبين، فقد أخبر الله عز وجل أنه حرم " الْمَيْتَةَ ", بمعنى ما فقدت حياته بغير ذكاة شرعية, فتحرم لضررها, لأنه فيه احتقان الدم في جوفها ولحمها الذي يضر بأكلها، وكثيرا ما تموت بمرض مسببا هلاكها, فتضر بالأكل، ويستثنى من ذلك, ميتة الجراد و الأسماك فإنه حلال، وكلمة " وَالدَّمَ " بمعنى المسفوح, كما ذكر في الآية الأخرى، والكلمة " وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ " بمعنى حرم جميع أجزائه، وقد نص الله على الخنزير من بين سائر الخبائث من السباع, لأن طائفة من أهل الكتاب, يزعمون أن الله أحله لهم. بل هو محرم من جملة الخبائث. والاّية _ " وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ " بمعنى أن يذكر عليه اسم غير اسم الله, من الأصنام, والأولياء, والكواكب, والمخلوقين.
فكما أن ذكر الله تعالى يحلل الذبيحة, فذكر اسم غير الله عز وجل على الذبيحة, يجعل فيها خبثا معنويا, لأن ذلك شرك بالله تعالى، ومعاني الكلمات في الاّية هي. وقوله _" وَالْمُنْخَنِقَةُ " الميتة الميتة خنقا باليد أو بالحبل, أو ما بأي طريقة أخرى حتى تموت. وقوله _ " وَالْمَوْقُوذَةُ " بمعنى الميتة بسبب الضرب أو العذاب, بعصا, أو حجر، أو هدم شيء عليها.
وقوله _" وَالْمُتَرَدِّيَةُ " بمعنى الساقطة من علو أو سطح ونحوه, فتموت. وقوله _" وَالنَّطِيحَةُ " بمعنى التي تنطح غيرها فتموت من النطح. وقوله _" وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ " بمعنى الذبيحة التي أكل منها ذئب, أو أسد, أو نمر, أو من الطيور الجارحة التي تفترس الصيود, فإنها لا تحل. وقوله " إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ " بمعنى, من منخنقة, والموقوذة, ومتردية, ونطيحة, وأكلة سبع, إذا ذكيت والحياة مستقرة لتتحقق الذكاة فيها، ولهذا فسر الفقهاء " لو أبان السبع حشوتها, أو حتى قطع حلقومها, فلا تجوز الذكاة فيها " .
وبعض العلماء لم يعتبر فيها ذلك إذا كان فيها وجود الحياة, فإذا ذكاها وفيها حياة, حلت, وهو ظاهر الآية الكريمة.
" وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ " بمعنى وحرم عليكم الاستقسام بالأزلام، وطلب ما يقسم لكم, ويقدر بها، والأزلام هي قداح ثلاثة، كانت تستعمل في الجاهلية، مكتوب على كأس " افعل " وعلى كأس " لا تفعل " وكأس " غفل " أي كتابة فيه. فإذا هَمَّ أحدهم بأمر ما مثل سفر, أو عرس أو مثلهما, قام باستفاهما فإن خرج المكتوب عليه " افعل " مضى في أمره.
وإن ظهر المكتوب عليه " لا تفعل " لم يفعل ويكرر ذلك إذا ظهر غفل. وقد حرم الله عليهم ذلك, وما يشبهها, وعوض المسلمين عنه, بالاستخارة لربهم, في جميع أمورهم. _" ذَلِكُمْ فِسْقٌ " وهنا الإشارة لكل ما ذكر من المحرمات, التي حرمها الله, محبة لعباده, لأنها فسق,وخروج عن طاعته إلى طاعة الشيطان.
رحلة ممتعة نتمناها لكم في رحاب هذه الآيات الكريمة من سورة المائدة باختبار جميل يساعدنا في مراجعة حفظنا وتثبيته.
عينة من الإختبار
وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ ______ ______
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ _______ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ
وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ ______ ______ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ
وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ _______ _______
وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ _______ وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ