الجزء الثاني من اختبار حفظ سورة المائدة
سنتحدث في هذا الجزء عن فضل سورة المائدة وما روي عن سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، وأهم مقاصد سورة المائدة، التَّأكيدُ على حِفظِ العُهودِ والعقود والوفاءِ بها، وبيانُ الأحكامِ الشَّرعيَّةِ، وتَنظيمُ العَلاقاتِ بينَ المسلمينَ مع غَيرِهم من الناس. وتعد سُورةُ المَائدةِ مِن السَّبعِ الطِّوالِ التي أُوتِيَها النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مكانَ التَّوراةِ، فروى واثلةَ بنِ الأَسقَعِ رضِي اللهُ عنه، عن رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال_((أُعطِيتُ مَكانَ التَّوراةِ السَّبعَ الطِّوالَ، وأُعطيتُ مَكانَ الزَّبورِ المِئِينَ، وأُعطيتُ مَكانَ الإنجيلِ المثانيَ، وفضِّلتُ بالمفَصَّلِ )) _ .
وهي من السبع الأولى التي من أخذها فهو يعد حبر، كما جاء فيها قوله تعالى _(اليوم أكملت لكم دينكم )_ وقد تمنى اليهود أن لو نزلت لاتخذنا يومها عيدا، لكن ربنا أراد أن يكون يوم نزولها عيدين ، يوم عرفة ويوم جمعة، وأيضا فيها قوله تعالى _ (إن تعذبهم فإنهم عبادك)_ حيث قام بها النبي في صلاة قيام الليل _ صلى الله عليه وسلم ليلة كاملة يرددها حتى أصبح واستشفع بها لأمته فأعطاه الله ما طلب, و لما تلاها النبي - صلى الله عليه وسلم - بكى وقال أمتي أمتي فوعده الله أن يرضيه في أمته ولا يسوؤه في أمته. و مِن خَصائصِ هذِه سورة المائدة أنَّها آخِرِ سورة نزَلَت مِنَ القُرآنِ فروى عبدِ اللَّهِ بنِ عَمرٍو رضِي اللهُ عنهما، قالَ: (آخِرُ سُورةٍ أُنزِلَت سورَةُ المائدةِ).
وجاء عن جُبَيرِ بنِ نُفَيرٍ، أن سيدتنا عائشةَ رضِي اللهُ عنها، قالت له: (يا جُبَيرُ، تَقرَأُ المائدةَ؟ فقال: نَعَم، قالتْ: أمَا إنَّها آخِرُ سُورَةٍ نَزَلَت) . ومن خصائصها أيضا أنها زاخرة بالأحكام الشرعية المتنوعة، فإن قراءتها بتدبر وخشوع فإنك تراها قد بينت أحكاما شرعية عدة تتعلق بالحلال والحرام من أحكام الذبائح ومن أحكام الصيد وأحكام فترة الإحرام وفي المسجد الحرام. ومنها ما يتعلق بأحكام النكاح، ومنها ما يتعلق بأحكام الطهارة والصلاة والتيمم، ومنها ما يتعلق بوجوب التزام العدل في القضاء وفي الشهادة، ومنها أحكام ما يتعلق بالحدود في السرقة وفي قطع الطريق والإفساد في الأرض، ومنها أحكام ما يتعلق بأهل الكتاب عندما يتحاكموا لشرعنا، ومنها أحكام ما يتعلق بحكم الكفارات الإيمان وحكم كفارات قتل الصيد في حالة الإحرام، ومنها ما يتعلق بحكم شرب الخمر والميسر والأنصاب والأزلام، ومنها حكم ما يتعلق بالبحيرة والسائبة والوصيلة والحامى من الأنعام، ومنها أحكام ما يتعلق بالوصية عند الموت.
فجاء في كتل القرطبي عن أبو ميسرة_ سورة المائدة من آخر ما نزل وليس فيها منسوخ، وفيها ثماني عشرة فريضة ليست في غيرها، وهذه الفرائض عن الْمُنْخَنِقَةُ، وَالْمَوْقُوذَةُ، وَالْمُتَرَدِّيَةُ، وَالنَّطِيحَةُ، وَما أَكَلَ السَّبُعُ وَما ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ، وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ وَما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ مُكَلِّبِينَ وَطَعامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْمُحْصَناتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ، وتمام الطهورعندما نقوم إِلَى الصَّلاةِ، وذلك إتمام ما لم يذكر في سورة النساء- وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ ولا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إلى قوله تعالى _ عَزِيزٌ ذُو انْتِقامٍ. ما جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ، وَلا سائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حامٍ _ وقوله- تعالى- شَهادَةُ بَيْنِكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ الآية. وجاء عن القرطبي، وهذه فريضة تاسعة عشرة وهي قوله- تعالى_وَإِذا نادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ إذ ليس للآذان ذكر في القرآن إلا في هذه السورة، وعن ما جاء في سورة الجمعة فهو مخصوص بيوم الجمعة، ولكن في هذه السورة عام لجميع الصلوات» .
هل انت مستعد للجزء الثاني من اختبار سورة المائدة؟ لتبدأ الاختبار الآن ولا تنسى مشاركة نتيجتك مع أصدقائك ومعارفك لتعم الفائدة على الجميع!
عينة من الإختبار
يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ_________ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ
قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي__________
قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ ۛ أَرْبَعِينَ سَنَةً ۛ يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ__________
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ_________
وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ______________