الجزء الثالث من اختبار حفظ سورة النساء
وسنتحدث في وصف هذا الجزء عن تفسير بعض آيات سورة النساء، فلقد افتتح تعالى سورة النساء بالأمر بتقواه، والحث على عبادته وطاعته، كما أمر بصلة الأرحام، وذلك من خلال الآية، - < يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا > - كما أوصى في هذه السورة على حقوق الخلق الضعفاء، وهم اليتامى الذين فقدوا آباءهم الكافلين لهم، وهم صغار ضعاف لا يقومون بمصالحهم، وفيه الأمر بإصلاح مال اليتيم، لأن تمام إيتائه ماله حفظه والقيام به بما يحافظ عليه وينميه وعدم تعريضه للمخاوف والأخطار، وبين ذلك في الآية - < وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حوبا كبيرا > -. وجاء في الآية الثالثة والرابعة عن العدل في التعامل في يتامى النساء اللاتي تحت حجوركم وولايتكم وخفتم أن لا تقوموا بحقهن لعدم محبتكم إياهن، فاعدلوا إلى غيرهن، وانكحوا -{ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء }- أي: ما وقع عليهن اختياركم من ذوات الدين، والمال، والجمال، والحسب، والنسب، ويجب عليكم الا تظلموهم، كما كان كثير من الناس يظلمون النساء ويهضمونـهن حقوقهن، خصوصا المهر أو الصداق المسمى بينهم والذي يكون شيئا كثيرًا، ودفعة واحدة، يشق دفعه للزوجة، أمرهم وحثهم على إيتاء النساء مهورهن -{ صَدُقَاتِهِنَّ } { نِحْلَةً }- و عن طيب خاطر، و طيب نفس، فلا تماطلوهن أو تأكلوا منه شيئا. و المهر يدفع إلى المرأة إذا كانت مكلفة، لأنها تملكه بالعقد، لأنه من حقها، و الآيتين هما - { وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا * وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا } -.
وفي الآية الخامسة، قوله تعالى: { ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا } والسفيه وهو من لا يحسن التصرف في المال، لعدم أهليته العقلية كالمجنون والمعتوه، وأمثالهم، وإما لعدم رشده كالصغير، فنهى الله أن يؤتى هؤلاء أموالهم خشية إفسادها وضياعها وإتلافها، لأن الله جعل الأموال تستخدم في مصالح العباد في دينهم ودنياهم، وهؤلاء لا يحسنون استخدامها وحفظها، فأمر الأولياء أن لا يؤتيهم إياها، بل يرزقهم منها ويكسوهم، ويقوموا عليهم في حاجاتهم الدينية والدنيوية، وأن يقولوا لهم قولا معروفا، ويدفعونها لهم بعد رشدهم، ونحو ذلك، ويلطفوا لهم في الأقوال جبرًا لخواطرهم. كما يجب عليهم أن يفعلوا في أموال السفهاء ما يفعلونه في أموالهم، من الحفظ والتصرف وعدم التعرض للأخطار أو المغامرة في أموالهم. كما جاء في الآية -{ وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ } - لأن الله جعله مؤتمنا على مالهم.
إن سورة النساء تحمل في طياتها معاني عميقة ودروساً قيمة، مما يجعل حفظها وتدبر آياتها أمراً مهماً لكل مسلم. إن اختبار الجزء الثالث من حفظ سورة النساء هو فرصة لتقوية علاقتك بالقرآن الكريم وتعزيز فهمك لأحكامه.
اجعل من هذا الاختبار وسيلة لتطوير نفسك روحياً وعلمياً، ولتكون من الذين يطبقون ما تعلموه في حياتهم اليومية. تذكر أن كل آية تحفظها تعكس التزامك بتعاليم دينك، وتفتح لك أبواب الخير والبركة. انطلق الآن، واستعد للاختبار بكل حماس وثقة!
عينة من الإختبار
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا ________ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا
فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ ________ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا
وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا _______ كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا
أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ _____
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا ________